دع الله يحبك وحسب
د. كارل ستيفنس
(ترجمة توفيق جبور)
1
د. كارل ستيفنس كان قسيساً راعياً ومؤسساً لكنيسة “نعمة أعظم” التبشيرية العالمية
في بلتيمور، بولاية ميريلاند الامريكية، الى عام 2005، وقد أسس خدمات قبلاً في
كل من ولاية مين وماسيتشوستس. وفاة القس ستيفنس عام 2008 كان خاتمة
خدمته التي استمرت طوال اربعين عاماً من حياته، واشتملت على تأسيسه لمعهد
الكتاب المقدس في بالتيمور – ميريلاند، وعلى تطوير البرنامج الاذاعي “ساعة
النعمة” اليومي، وهو عبارة عن حديث عبر الاثير بمحطة راديو انجل اوورد وننج،
البرنامج الإذاعي الذي ما يزال يبث يومياً عدا يومي السبت والأحد في أمريكا
الشمالية وأيضاً عبر الانترنيت.
هذا الكتيب الذي بين أيديكم قد أُعد من عظة قدمها القس كارل ستيفنس
Grace Publications
6025 Moravia park Drive Baltimore, MD 21206
Printed in Baltimore, Maryland, U.S.A. Copyright © 1996
Grace Publications is a ministry of Greater Grace World Outreach, Inc.
الفهرست
2
المحتوى ……………………………………. رقم الصفحة
العنوان ……………………………………………..1
(Title)
عن الكاتب………………………..2(About the author)
مقدمة………………………………..5(Introduction)
الفصل الأول………………………..6(Chapter1(
(بيْنما كُنّا بَعْد خُطَاة)
الفصل الثاني……………………….8 (Chapter 2)
(مجرد كما انت)
الفصل الثالث ………………………….11(Chapter3)
(المحبة تخلق بدايات جديدة)
الفصل الرابع………………………….15(Chapter 4)
(لا “إذا” بالمحبة الإلهية)
الخلاصة……………………………22(Conclusion)
الله حقاً يهتم بك………………………………………..23
) God really cares for you(
3
4
المقدمة
ما هي القوة القادرة على شفائنا، أكثر من أي شيء آخر بهذا
العالم؟ نحن نقوم بكل شيء لأجل الشفاء الجسدي، نعمل كل ما
بوسعنا لنكون سالمين. ولكن ما زال الكثيرون يسيئون فهم القوة
العظمى على الشفاء.
إن الاحتياج الأول في حياة كل شخص هو أن يكون محبوباً من قِبل
الرب. أتعلم ما هو الاحتياج الثاني؟ سأقول لك: هو ان يكون محبوباُ
من قِبل الرب. وسأُخبرك ما هو الاحتياج الثالث لكل انسان، نعم ان
يكون محبوباً من قِبل الرب.
ارجو أنني أوضحت ذلك لكم.
“فِي هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ
أَحَبَّنَا وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا) يوحنا الأولى 4:10)
“نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلا” (يوحنا الأولى 4:19)
ما أريدك أن تدركه هو أن محبة الله كانت هنا قبل كل شيء، لذلك
فإن الاحتياج الأول لأي نوع من الشفاء هو أن تكون محبوباً من قِبل
الرب وكما أنت. الرب يحبنا كيفما نحن وهو يستمر بحبه لنا ببساطة
كما نحن. بالإضافة لذلك محبة الرب لا تتطلب أي تغيير من جهتنا،
بل بالأحرى هي التي تحدث تغييراً فينا. إذا فقط يمكنك أن تستوعب
ما اردت أن أصله لك على هذه الصفحات، لعملت محبته تغييراً هائلاً
5
في حياتك الشخصية، أيضاً بعلاقاتك مع اصدقائك، في حياتك
الزوجية وفي عائلتك.
الفصل الأول
بَيْنما كُنّا بَعْد خُطَاة
“لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ
الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ
يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّن مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ
بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا”. (رومية5:من 6 الى8)
لقد أوصى يسوع المسيح بمحبته لنا بأن مات لأجلنا، تصّور ذلك
للحظة، فهو لم يحبنا وحسب، بل فعل شيئاً بهذا الحب. في حين اننا
لم نفعل بعد أي شيء. لم نتب لنجعل الرب يحبنا. لا، فقد أحبنا
بدون توبتنا. أتضن أنني أقترح بناءً على ذلك أن نعيش بالخطية؟
لا، أنا لا أقترح ذلك. ما أقوله هو أنّ المحبة الإلهية تُحدث التغيير
لكنها لا تطلبه كشرط لوجودها.
اسمحوا لله أن يحبكم كما أنتم. لا تحاولوا أن تحبوا الله. ولا
تحاولوا أن تحبوا الآخرين، لأنه باللحظة التي بها ستحاولون فعل
ذلك ستفشلون فقط كونوا محبوبين من قِبل الرب تقبلوا تلك المحبة
التي لن تخذلكم أبداً ولن تُفشلكم، تلك المحبة التي أبد لن تتغير
اتجاهكم.
6
يجد راحةً في محبته
“الرَّبُّ إِلهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ. يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ
بِكِ فَرَحًا. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ”.
(صفنيا 3:17)
لقد سفك يسوع المسيح دمه الغالي ومات على الصليب لكي ما
يدفع عنّا عقاب خطايانا. وقد دفن، وبعدها قام من الاموات وصعد
الى السماء. ولأجل ذلك يرتاح الله الآن والى الأبد بمحبته اتجاهنا،
لذلك يخبرنا في رومية 6:19 أن محبته لا تتعلق ب- “مَنْ يَشَاءُ
وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى، بَلْ ِللهِ الَّذِي يَرْحَمُ “، وفي يوحنا 1:12 يقول:
” وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ
الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِه. هو الذي ولدنا حسب مشيئته، إذ “شَاءَ فَوَلَدَنَا
بِكَلِمَةِ الْحَقّ” (يعقوب1:18)
علاقات سيئة تغيرت للأفضل
دعوني أكون أكثر عملياً، كيف لي أن أتعامل مع علاقات غير
سليمة؟ هل بالقلق المفرط؟ هل بإدانتي لنفسي؟ هل بشعور الذنب
إزاء ذلك؟ أم بإعطاء فرصة للتمتع الجسدي؟ لا، عندما تسيئ
العلاقات أنا ببساطة أقبل كلمة الله كحقيقة وأدع الرب يحبني. إذا
فشلت سأدع الرب يحبني. عندما لا تكون لي قوة على التغيير أنا
7
أسمح لله ليغيرني. هل تسقط محبته؟ لا، لن تسقط. هل يتغير الله؟
لا، لن تتغير.
الفصل الثاني
مجرد كما انت
لقد اتصل بي رجل مؤخراً، وهو بوضع في غاية التعاسة إذ أن
نتيجة فحوصاته الطبية تشير مؤكدة أنه قد أصيب بمرض الايدز
الفتّاك. لقد سقط ثلاث مرات بضعفاته خلال الخمس عشر السنوات
السابقة، والآن ها هو يحمل الفيروس المسبب للمرض الأكثر
خطورة. كل ما يريده الآن هو الموت. ما عساه يفعل الآن؟ وقد
كره ما فعله. بهذه اللحظة على هذا الرجل أن يدع الرب يحبه
بالضبط كما قبل أن يتلقى خبر اصابته بالمرض.
أن ندع لله يحبنا ذلك لن يتركنا بدون ناموس (خارج القوانين)،
على العكس ذلك يعلّمنا أن نرفض كل الفجور وأن نحيا حياة بها
تمكث كلمة الله بغنى في قلوبنا.
إن أروع شيء بالحياة أن تدع الرب يحبك كما أنت. لدي سبب
جيد لتكرار هذا العبارة مرةً تلو الأخرى، لأن تدع الرب يحبك لهي
الطريقة الوحيدة لشفاء الذاكرة والنفس. الطريق الوحيدة بها يمكن
لانطباعاتك الذاتية عن شخصيتك وبعلاقاتك مع أمور الحياة أن
8
تتغير بشكل جذري أن تدع الرب يحبك كما أنت. السبب الذي
لأجله العديد من الرجال لا يقدرون أن يحبوا زوجاتهم كما ينبغي
هو سبب بسيط: انهم لا يدركون ان عليهم بالأولى ان يدعوا للرب
ان يحبهم.
التحول الى شاكلة ابنه
اللهَ، يُحِبُّون لِلَّذِينَ لِلْخَيْرِ مَعًا تَعْمَلُ الأَشْيَاءِ كُلَّ أَنَّ نَعْلَمُ “وَنَحْنُ
سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ الَّذِينَ أَنَّ قَصْدِهِ. حَسَبَ مَدْعُوُّونَ هُمْالَّذِينَ
إِخْوَة بَيْنَ بِكْرًا هُوَ لِيَكُونَ ابْنِهِ، صُورَةَ مُشَابِهِينَ لِيَكُونُوافَعَيَّنَهُمْ
وَالَّذِينَ أَيْضًا. دَعَاهُمْ فَهؤُلاَءِ فَعَيَّنَهُمْ، سَبَقَ وَالَّذِينَكَثِيرِينَ.
مَجَّدَهُمْ فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ، وَالَّذِينَ أَيْضًا. بَرَّرَهُمْ فَهؤُلاَءِدَعَاهُمْ،
أَيْضًا.”
(رومية8 من آية 28الى30)
حسب معرفته المسبقة الكلية، قد علم الله انني وبالإرادة الحرة
التي أتمتع بها، سأختار ان أؤمن بابنة. وهكذا فقد تبررت، تقدست
ومُجدت لأن الرب الاله كان دائماً الى جانبي. وهو مرتاح أو كما
جاء على لسان النبي صفنيا أن الرب “يسكت في محبته” اتجاهي
لأنه قد دُفع عن كل خطاياي بفضل عمل الابن. اتصل بي شخص
من كنيسة أخرى وقال لي: ” لقد كرهتك، لقد هاجمتك وحاربت
الله. عمري 29 عاماً وانا مصاب بداء الايدز، انني أموت وأريد
9
التوبة”. قلت له” الامر الوحيد الذي يعنيني هو ان تدع الرب
يحبك”
فقال” أنا مصاب بمرض الإيدز وعلى وشك الموت.”
لا شك بأن ما فعله ذلك الرجل كان خطأً فادحاً، لكن الامر
الوحيد الذي هو بحاجة الآن اليه هو أن يكون محبوباً بتقبله لمحبة
الله. وقد قمت بزياراته يومياً وأبقيت على قولي له “دع الرب
يحبك”. وبعد مضي اثني عشر شهراً خرج ذلك الرجل من
المستشفى، وتعمّد بتلك الكنيسة التي لطالما كرهها بالماضي. لقد
غيره الله. وغدت أفكاره ومشاعره وقراراته الآن مُعبّراً عنها
حسب كلمة الله. لقد حدث تغييراً على قلب ذلك الرجل ثم حلّ
التغيير على نفسه وعقله. لقد صار يحب الحياة التي صارع لأجلها
سنين طويلة، وبدأ يحب ابنتيه بصورة لم يعهدها من قبل. وبدأ
يحب الكنيسة وكذلك بدأ يحب الضالين.
مشكلة ذلك الرجل انه لم يحب ذاته. وكان بداخله ببساطة عاجزاً
عن محبة ذاته، لم يعلم أن الله يحبه. ولكن بعد ان أختبر محبة
الرب بحياته قدّم يوماً شهادة بالكنيسة عن شفاء جسده، المحبة
قادرة على ذلك بمشيئة الله.
لم يطلب الله تغيراً، ولكن هو بمحبته أحدثها.
كلما سمحت لله أن يحبني بدون أن أضع أي أثر على نفسي، كلما
سمحت لله أن يحبني بدون خوف من الفشل، كلما سمحت لله ان
يحبني بدون أن أغضب على الآخرين أو ان أتوقع منهم معاملةً
مماثلة، لكلما حدث شفاءً أكثر بكل نواحي حياتي. حسب مشيئة
10
الرب المستقلة سأشفى مهما كانت المشكلة كبيرة. سوف يُشفى قلبي
ونفسي. مهما كانت المشكلة كبيرة. سوف يُشفى قلبي ونفسي
ومشاعري، بمجرد أن أسمح للرب ان يحبني.
الفصل الثالث
المحبة تخلق بدايات جديد
جاءتني فتاة تبلغ ثلاث عشر ربيعاً وحدثتني عن مشاكل حياتها
العائلية؛ لقلما تواجد الوالديين بالبيت لذلك لأجل زيارتهم، على
المرء أن يسافر بعطلة آخر الأسبوع ليجدهم. كانت أصوات من
الصياح والشجار يعم البيت. وكذلك مشروبات مخدرة بكل مكان،
قالت لي” أخاف الذهاب للبيت لأنني لا أعلم ما سيحدث. أنت
قسيسي هلّا أتيت معي الى البيت؟”
ذهبت معها الى بيتها، وللحظة قالت الفتاة لأبيها بطريقة مميزة
للغاية؛ ” أريدك أن تصغي للقسيس”. وهكذا بدأت أتكلم اليه؛
“أتعلم انه قبل الاف السنين قد علم يسوع المسيح باني سأكون هنا
خادماً لله؟” قلته له، ” سيدي، أه لو فقط أمكنني ان أعبر لك
بالكلام، الى أي مدى يحبك الله بهذه اللحظة، لو استطعت ان اترجم
11
محبته بكلمات، ولو أمكنك أن تؤمن بما أقوله لك لتغيرت أمور
كثيرة في ذلك المنزل.
وقد قال لي كم كانت اسرته محطمة عاجزة عن تأدية مهامها
الاساسية. قلت له: ” ما تقوله هي الحقيقة” ثم نظرت اليه وأكملت،
” لكن قبل كل شيء أريدك أن تدع الله يحبك، بدون إدانة. أنا حتى
لا أطلب منك أن تغيير عادات شربك للكحول. فقك دع الرب
يحبك”، وعلى الفور انفجر الرجل بالبكاء كطفل.
بذلك المساء رافقني صديقنا الى الكنيسة وقبل يسوع المسيح
مخلّصاً على حياته. ومن يومها لم يعد يقترب الى أي من
المشروبات الكحولية. وبعدها بقليل من الزمن زوجته أيضاً قبلت
المخلص. وقد تعمدا سوية وكان ذلك اليوم الأكثر روعة في حياة
تلك الفتاة البالغة الاثني عشر عاماً. والتقطت العائلة صورة
وأهدوني إياها. يا لها من شهادة عمّا يمكن أن يحدث نتيجة أن يدع
أحدهم للرب ان يحبه.
نسيان الماضي
انا لم أذهب لذلك المنزل لأناقش الى أي مدى كان الرجل سيء
بمعاملته مع اسرته او عن معاملاته بشكل عام. قد نجد العديد من
الأسباب الوراثية، النفسية، والاحساسية بكل أنواعها لنفسر كيف
صار الحال على ما هو عليه بتلك الاسرة. لكنني ذهبت الى هناك
لأقول أنّ الرب الاله قد خلق ذلك الرجل على صورته ولأقول له
12
أنّ الله يحبه بتلك اللحظة بعينها. لم يكن هناك أي نقاش عن الخطية
ولكن أنا سمحت لمحبة الله أن تنتج توبةً. لقد تغيرت تلك الفتاة، بنية
البابا، واًعطيت بداية جديدة ومفعمة.
محبة الله تنتج تصوراً جديداً للذات
محبة الله تنتج يقظة جديدة
محبة الله تنتج أيماناً
محبة الله تنتج أملاً
محبة الله تظهر رحمةً
محبة الله تظهر نعمةً
هاذان الوالدان جعلا محبته شخصيةً لهما، وأضفت المحبة
الإلهية طابعا ذاتياً بحياتهما. أًعيزت محبة الله لهما، وأصبحت
جزءً منهما. وهل من عجب أنه مكتوب في كورنثوس الأولى
13:8 اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ ابداً؟
سَيُخْرِجُنِي إِلَى النُّورِ
” أَحْتَمِلُ غَضَبَ الرَّبِّ لأَنِّي أَخْطَأْتُ إِلَيْهِ،
حَتَّى يُقِيمَ دَعْوَايَ وَيُجْرِيَ حَقِّي. سَيُخْرِجُنِي
إِلَى النُّورِ، سَأَنْظُرُ بِرَّهُ. ” (ميخا 7:9 )
يظهر من الآية أعلاه أن شعور النبي ميخا لم يكن على
ما يرام عند كتاب ما قرأته للتو. لقد أخطأ ولكنه كان يدرك محبة
الاله اتجاهه. لقد علم أن الله كان معه هناك بتلك اللحظة وبذات
13
المكان. وعلم ميخا أيضاً أنه سوف يدرك محبة الاله اتجاهه. لقد
علم أن الله كان معه هناك بتلك اللحظة وبذات المكان. وعلم ميخا
أيضاً أنه سوف يرجع ثانية الى مكانه بسبب نور المحبة، وأنه
سوف ينعم بالغفران. محبة الله تضمن بأن الله سيحبك كما أنت،
كخاطٍ لا حول له ولا قوة. المحبة التي تبررك وأنت بعد فاجر
(رومية 4:5). وهي تجعلك باراً بمعزلٍ عن الناموس(الشريعة)
وعن الأعمال كما مكتوب في (رومية 4:6). وهي تقدسك، بمحبته
قد صار يسوع المسيح لك “بِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً”(كورنثس الأولى
1:30). محبة الاله تضمن لك أنك لن تحاسب على خطية، ولكنها
تضمن أيضاً إن استمريت على فعلك للخطية أنك ستهذب بعقاب
وذلك بسبب المحبة، وليس بمعزل عنها. التهذيب يكون لغرض
الحماية، ليزودك بفكر المسيح وبالتالي لأجل بركتك.
14
الفصل الرابع
لا “إذا” في محبة
الاله
” تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً
أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَة.”
(أرميا31:3)
قال الله هذه الكلمات عندما كان شعب إسرائيل يعبد الاوثان. لم
يقل؛ ” سوف أحبكم فقط إذا عزفتم عن طرقكم” لا، ولم يقل البتة؛
” سأحبكم إذا ما توقفتم عن عبادتكم للأوثان”
لا، بل هذا ما قد قاله الله؛ “مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ”. هنالك الكثير
من أداة الشرط “إذا” بعلاقاتنا وتعاملاتنا اليومية، الأمر الذي يعيق
الشفاء الفكري والشعوري. وما يؤدي لإعاقة الشفاء الجسدي
15
أيضاً. لكن الله لم يقل؛ ” سوف أحبك إذا….”. لا بل قد قال؛
“أحببتك عندما كنت بعيداً هناك” ألم يحب الأب ابنه العاصي
الضال بينما كان الابن “هناك بعيداً” في البلدة النائية بذات القدر
كما أحبه عندما كان الابن حاضراً بالبيت؟ بلى، لم تتغير محبة
الآب بينما كان الابن العاصي الضال يعيش بالخطية. لقد انتظرت
محبته بصبر لتعطي ابنه نعمةً، الى أن قرر بمقتضى حرية الإرادة
التي يتمتع بها عندما حان الوقت أن يرجع الى البيت، وعلى ما
كان عليه، تلقى الابن الضال مغفرةً وتطهيراً. لقد منحه الأب
خاتماً، عباءةً، وحذاءً جديداً، ورحب به بحفلٍ. وقد ذبحوا العجل
المسمن للاحتفال، كل ذلك حدث فقط لأن الابن رجع الى البيت كما
كان. (اقرأ لوقا 15 من آية 11الى 24).
فكّر بكل ما يحدث بالمجتمع. فقط تصّورعمق الخطايا التي
تحدث بهذه الأيام. مع أخذنا بعين الاعتبار للخلل الوظيفي للأُسر
وللأفراد. ومع كل ما يجري، أعظم ما يحتاجه جنسنا البشري هو
أن يدرك الى أي مدى يحبنا الله. كيفية التعامل للتخلص من الخطية
ليست هي بالقضية الأساسية. فقط تعامل مع محبة الله الفياضة لك،
وبعدها محبة الرب هي التي سوف تتدخل لتتعامل مع الخطية.
محبة الله سوف تنتج التغير.
انسكبت في قلوبنا
” وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ
انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.
” (رومية5:5)
16
لقد سكب الروح القدس محبة الله بالقلب. والمحبة هي ثمر الروح
القدس. عندما أتلقى محبته، وأتعامل فقط معه وبمحبته لي، عندها
يتملك الترتيب الإلهي فيّ. طبعه يسود وقد لا أدرك ذلك ولكني
اتلقاها بينما طبيعته تدخل وتبدأ بالتواصل والشركة معي. والطبيعة
الإلهية لا تخطئ أبداً.
بتغيير الدهر
“وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً
حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي
يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعً تَصَرَّفْنَا قَبْلاً
بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا
بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا.
اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا
بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيح ِبِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ
مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ
يَسُوعَ”
(أفسس 2من آية 1الى 6)
إن سلوكك الآن بالوقت الراهن ليس هو بالأمر البالغ الأهمية، إذ
أننا كلنا سلكنا قبلاً حسب دهر هذا العالم. وكأبناء المعصية كلنا كنّا
تحت قبضة تحكم رئيس سلطان الهواء. لكن الله الغني بالنعمة،
وغني بالرحمة، يملك محبة كثيرة تلك هي المحبة الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا
(افسس 2:6). وبهذه المحبة بعينها قد حصل التغيير.
هناك كانت محبة الله لأجل كل مؤمن، بالوضع الذي كنّا عليه
جميعنا. معرفتنا الاختبارية لقدر المحبة التي احبنا بها، ذلك ما
17
قادنا الى الخلاص بالنعمة من خلال الايمان بيسوع المسيح. لقد
أتى الى حياتنا وعندها تشخّصت محبة الآب والابن والروح القدس
واُضفي عليها صفة ذاتية فينا.
إن موجات من المحبة تفيض من خلال خلاليا جسمك كل يوم،
تلك هي محبة إلهية وليست مشاعر إنسانية.
قد تقول؛ “ما قمت به لم يكن صحيحاً”
فقط تقبل محبة الله مقابل الخطأ الذي قمت به.
“أنا لا أشعر وكأنني روحانياً”
تقبل محبة الرب حتى وإن لم تشعر بأي شيء.
فقط تقبّل محبته، وبمجرد أن تفعل ذلك لن ينتج هن ذلك حباً
وحسب، بل فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ
تَعَفُّفٌ
نير المحبة هيّن
“تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.
اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ،
فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ.”
(متى 11:من 28الى30)
أتعلم ما هو نيره؟ – إنه المحبة. عندما آخذ نيره عليّ، أكون بكل
بساطة اخترت أن آخذ محبته عليّ.
18
“فِي هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا،
وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا… نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَولاً.
(يوحنا الأولى 4:10,19).
وليس من العجب أن نيره هيّن. ولا عجباً إذ عندما آتي لأتعلم
منه فإني أجد راحةً لنفسي. الآب يرتاح(يسكت) في محبته، كما
قرأنا في (صفنيا3:17). أنا آخذ النير وأدع يسوع يحبني كما أنا.
وعندها هو ينتج ذلك التغيير فيّ بسبب قوة المحبة، ديناميكية
المحبة، أيمان المحبة، نعمة المحبة وحضور المحبة. وبعدها يأتي
التغيير فأُش
أولاً، أحب نفسك
هناك ثمت نظام بالمحبة الإلهية، لا ينبغي عليّ أولاً أن أحب
الآخرين، لكن في البداية عليّ أن أحب ذاتي. أنا حتى لا أقدر ان
أحب الله قبل ان أحب ذاتي. عليّ أن أدع الرب يحبني. هكذا على
الأمر ان يسير وبهذا الترتيب. أولاً، أنا أدع الرب يحبني. ثانياً،
أصبح قادراً على محبة ذاتي. ثالثاً، أقدر أن أحب الله. وفقط بعد
ذلك أنا طليق لأحبكم ولأن أحب كل شخص آخر حتى – أعدائي.
عندما تحب ذاتك عندها يأتيك تصّور جديد عن نفسك، ويقظة
جديدة للذات. عندها تتلقى احساساً جديداً بأنك خاص، احساساً
جديداً كونك جُعلت باراً امام الله لأجل التقديس بدم يسوع المسيح.
الآن لا يوجد شيء بينك وبين الله. وليس من شيء بينك وبين أي
أحد آخر. أنت محبوب وتحب بقوة الروح القدس. أنا لا أتكلم عن
19
أمور عاطفية أو جسدية، أنا أتكلم عمّا يقوله الكتاب المقدس عن
محبة الله لنا بينما كُنا بعد خطاة.
أه! هل من عجب ما قاله داوود أن مراحم الرب عظيمة في
(2صموئيل 24:14)؟
وهل من العجب أن بطرس الرسول دعاه “إله كل نعمة” في
(بطرس الأولى 5:10)؟ وبولس دعاه ” إله الرحمات، واله كل
تعزية” في (كورنثس الثانية1:3).
“يا إبراهيم”، قال الله ” لطوال ثلاث عشر عاماً بقيت صامتاً لم
تتكلم معي، لكنني أحبك”
” يا يعقوب، لقد رحلت وكنت قاسي الرقبة لمدة عشرون عاماً،
لكنني ما زلت أحبك وسوف استخدمك” (تكوين 32).
“يا جدعون أنت تختبأ، ولا تريد أن تكون مستخدم” هو قال
“لكنني أحب بالوضع الذي انت عليه. وسوف أزيل مخاوفك
وامنحك النصرة” ( قضاة 6).
“يا شمشون، أنت أخطأت مع دليلة، لكنني أحبك. الآن استرجع
قواك وحطم أعدائك”.( قضاة 16)
“يا بطرس، انت أنكرتني لا بل حلفت بينما كنت تفعل ذلك.
وأهملتني علانيةً. لكنني أحبك ولسوف تعظ هذه الرسالة العظيمة
لحشود بعد ان يحل الروح القدس عليك.” (أعمال2)
20
” يا بولس، أنت قتلت مسيحيين، وهناك كنت تشاهد ستيفن عندما
أمرت برجمه. ومع ذلك أحببتك وخلصتك وسوف استخدمك بقوة
وسط الأمميين”. (أعمال22)
في يوحنا الاصحاح 13وآية الأولى يقول الكتب المقدس ” لقد
أحبهم الى المنتهى” ما هذا يعني الى المنتهى؟ هذا يعني ان ا شيء
ممكن أن يغير محبة يسوع المسيح نحو تلاميذه. هم قد عَصوه
وأنكروه، بل وتخلّوا عنه في القت الذي به كان بأمس الحاجة لهم،
لكن ذلك لم يغير محبته، قد أحبهم الى المنتهى، وكذاك سوف
يحبني ويحبكم الى المنتهى.
21
الخلاصة
“وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ
يَسُوعَ الْمَسِيح ” ( فيليبي1:6 )
إذا حدث ووقعت بخطية، دع الرب يحبك بالوضع الذي انت
عليه، ودعه ينتج تغييراً طاهراً في حياتك. القضية هي أن تستجيب
لمحبته، هذا هو كل ما بالأمر. وإنني على رجاء بان هذه الكلمات
تحفزك على أن تدعه يحبك وأن تستمر بذلك.
الله محبة وهو كلي المغفرة. أنا مغفور لي، وانت قد غُفرت.
وبالإيمان قد نُظفنا وطُهرنا. محبته لن تسقط وأبداً لن تفشل بقدرتها
على تغيرنا. بل وأكثر من ذلك، إن محبته لن تفشل على تغير
آخرين من خلالك. هي أكثر القوى ديناميكية بكل العالم. لذلك
دعونا ندعها تتحرر!
22
الله حقاً يهتم بك
يسوع يحبكم جداً، لكن حقيقة أننا جميعنا أخطأنا ذلك ما جعلنا
ننفصل عن الله(رومية3:23؛6:23) ومع ذلك، الله يهتم بك وقد
دبّر طريق ليشارك محبته معك. محبة يسوع المسيح للإنسان
عظيمة جداً، حتى أتى ليموت على الصليب لأجل خطايا
الجنس البشري.
لقد سكب دمه لأجلك لكي تُغفر وليكون لك حياة أبدية. كل ما
يتطلب منك فعله هو أن تأتي اليه بإيمان بسيط واثقاً به وبمحبته
نحوك، فاقبله كمخلّص شخصي لك.
“كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ”
(أعمال الرسل 2:21)
فهلا صليت، ” عزيزي يسوع. أنا أعرف بأنني خاطي، الآن أنا
أقبلك كمخلّص شخصي لي. أشكرك على محبتك لي حتى اتيت
لتموت لأجلي لكي يكون لي حياة أبدية معك. آمين.”
23
هو قد وعد أنه لن يتوقف عن محبته لك، وبأنه لن يتركك لا،
وأبداً لن يهملك (عبرانيين 13:5). ابدأ بتطوير علاقة معه
بقراءتك للكتاب المقدس، الصلاة وأن تنضم لكنيسة جيدة تؤمن
وتعلم الكتاب المقدس.
تواصلوا معنا وزورونا على موقعنا: www.ggwo.org
Comments(2)
Lilia says:
March 8, 2020 at 3:33 pmاريد إعتناق المسيحية هل يمكنكم مساعدتي
Isabelle Palmieri says:
November 29, 2021 at 11:50 amDear Lilia, we have sent you an email this day 11/29/21
Isabelle
عزيزتي ليليا ، لقد أرسلنا لك بريدًا إلكترونيًا هذا اليوم 11/29/21